معهد الشام لإعداد الدعاة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين.

وبعد:

إن العلم من نعم الله التي أنعم الله بها علينا، فهو الخير والهداية والبركة والرفعة،

لذلك افتتح الله به كتابه الكريم، وجعله أول ما نزل على نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم)

وذلك في سورة العلق: ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5).

فهو النور الذي يُخرِج الناس من ظلمات الجهل، وهو الوسيلة الناجحة للبناء والارتقاء،

 وكما قال الشاعر:

العلم يبني بيوتاً لا عماد لها --- والجهل يفني بيوت العز والكرم

وإن أخطر ما تهدد به الأمة فقد العلماء، وقد قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:

 إن اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزِعُهُ من العبادِ، ولكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العلماءِ، حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا، اتخذَ الناسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، فسُئِلوا، فأفْتَوا بغيرِ علمٍ، فضلوا وأضلوا.

 (رواه الإمام البخاري في صحيحه رقم 100)

ولذلك قامت رابطة علماء الشام بإنشاء معهد الشام لإعداد الدعاة في الداخل السوري 

وبدأت بإنشاء أول فرع له في إدلب،

والهدف منه: العمل على معالجة أزمة نقص الدعاة في الداخل السوري، ورفد الحاضنة الشعبية بالعدد الكافي من الدعاة القادرين على توجيه المسلمين التوجيه الديني الصحيح.

وأما الشريحة المستهدفة من المعهد: فهم الشباب فوق سن الثامنة عشرة،

والذين يملكون الرغبة في طلب العلم، والدعوة إلى الله، ولديهم القدرة على التحصيل العلمي، دون النظر إلى الشهادة العلمية.

وقد قام على مهمة التدريس نخبة من العلماء الأفاضل، المشهود لهم بالعلم والصلاح.

وقد أقيم أول فرع من معهد الشام في إدلب، راجين من الله أن نقيم أمثاله على جميع الأراضي السورية إن شاء الله تعالى.

وقد قام المعهد بدورات تعليمية متنوعة في مدتها واختصاصاتها،

 ومن هذه الدورات:

دورة سريعة مدتها: شهرين، كل فصل دراسي مدته شهر واحد.

يحضر الطالب 46 ساعة تدريس أسبوعياً، و148 ساعة في الفصل، و368 ساعة تدريس في الدورة، يداوم الطالب 6 ساعات صباحاً و2 مساءً.

في نهاية الفصل الأول يوجد امتحان فصلي، ثم الامتحان الأخير في نهاية الدورة.

ثم يؤخذ الطلاب في نشاط خارجي إلى الريحانية؛ ليخضعوا لدورة مكثفة يحضر فيها عدد من علماء الشام الأفاضل.

المواد المقررة في الدورة السريعة:

وقد تم بفضل الله تعالى بإقامة ثلاث دورات من هذا النوع وقد تخرج في كل دورة(27) طالباً

وتشجيعاً من الرابطة لطلاب المعهد:

يحصل جميع الطلاب على مكافآت متساوية،

كما يحصل الخمسة الأوائل على مكافآت مميزة كل بحسب ترتيبه.

كما يحصل الناجح في الدورة على شهادة صادرة عن رابطة علماء الشام.

وفي هذا الدورات يبيت الطلاب في المعهد، لتكون دورات علمية عملية،

 يتعلم فها الطلاب من أخلاق العلماء قبل أن يتعلموا من علمهم؛

فيتأثروا بالحال قبل المقال.

 ويقدم المعهد للطلاب أثناء الدورة ثلاث وجبات يومياً لتفرغهم لطلب العلم.

ويقوم المشرفون في الفترة المسائية، بنشاطات متنوعة للطلاب،

1. من تعليمهم قراءة القرآن الكريم

2. وسهرات للمناقشات العلمية 

3. وتزكية روحية بصلاة الليل

ثم يذهب الطلاب إلى منازلهم يوم الخميس بعد انتهاء الدوام الصباحي ليعودوا إلى المركز صباح السبت.

وقد تكفل معهد الشام بنفقات الموصلات للطلاب ذهاباً وإياباً.

وقد قام معهد الشام بدورة أوسع لتعطي نتائج أعمق

• ومدتها ستة أشهر وهي مقسمة على ثلاثة مستويات كل مستوى شهران.

• لا ينتقل الطالب إلى المستوى الأعلى إلا بعد اجتيازه امتحان المستوى الذي قبله بنجاح.

•  تطويل مدة الدورة يسمح للمعهد بتدريس الطلاب مواد أكثر يحتاجه طلاب العلم في المرحلة الراهنة مثل: (السياسة الشرعية، أدب الاختلاف، قضايا فقهية معاصرة) ونحوها.

المواد التي تدرس خلال المستويات الثلاثة:

وقد تم بفضل الله تعالى إقامة دورة مدتها ستة أشهر،

وتم تخريج (25) طالباً بعد أن اجتازوا المستويات العلمية الثلاثة.