عزّ الدّين القسّام
عزّ الدّين القسّام
1300هـ -1354هـ = 1882م -1935م
عالم مسلم، وداعية، ومجاهد، وقائد
الاسم والولادة:
ولد محمّد عزّ الدّين بن عبد القادر بن مصطفى بن يوسف بن محمد القسّام، الشّهير باسم (عزّ الدّين القسّام)، في بلدة (جَبَلَة) على السّاحل السّوري قرب مدينة اللّاذقيّة عام 1300هـ -1882م، وعاش في كنف أبيه الشّيخ عبد القادر القسّام، الّذي كان صاحب كُتَّاب يعلّم فيه الأطفال القراءة والكتابة.
نشأته العلميّة:
حفظ الشّيخ القرآن الكريم في كتّاب والده، ثم انتقل إلى مصر عام 1896م وهو ابن أربعة عشر ربيعاً، ليكمل دراسته في الأزهر، وبعد تحصيله للعلم في مصر لمدّة عشر سنوات رجع إلى بلدته عام 1906م؛ ليقوم بنشر العلم والوعي في أهلها.
مراحل نشر العلم في بلدته:
-
تحفيظه للقرآن الكريم في كتّاب والده.
-
في عام 1912م افتتح مدرسة لتعليم الأطفال كافّة العلوم.
-
اهتمّ بتعليم الكبار، وحاول رفع الأمّيّة عن النّاس.
-
علّم النّاس في جامع البلدة الكبير (جامع إبراهيم بن أدهم) الذي أمّ المصلين فيه.
-
لم يكتف الشّيخ بتعليم النّاس في المساجد بل صار يزورهم في مجالسهم واجتماعاتهم، ويقوم بنشر الوعي والالتزام فيما بينهم.
شخصيّة الشّيخ:
إنّ محاور شخصيّته تتمثّل في:
-
الإصرار والكفاح، الذي يترجم إلى الجسارة في مواجهة الواقع ومقاومته. ومن أقواله في ذلك: "اعرفوا أن خلاصنا فقط في أيدينا".
-
والكرامة والعزّة الإنسانية، الذي يترجم إلى رفض الذّل والهوان.
-
والتواضع وخفض الجناح، الذي ترجم إلى الالتحام بالجماهير والتعويل عليها.
-
والتزامه بما يعلنه ويدعو إليه، الذي يترجم إلى قوة إيمانه بدعوته، وتمثله
للقدوة لأتباعه. وكان من أقواله: "إذا كنتً إمام النّاس فكن أمامَهم"
مراحل جهاده :
احتلّ الفرنسيون السّاحل السّوري في ختام الحرب العالميّة الأولى، فثار القسّام في جماعة من تلاميذه، وطارده الفرنسيون، فقصد دمشق إبان الحكم الفيصلي، ثمّ غادرها بعد استيلاء الفرنسيين عليها سنة 1920م، وذلك بعد أن حكموا عليه بالإعدام غيابياً، ثمّ انتقل إلى حيفا بفلسطين، وتولّى فيها إمامة جامع الاستقلال وخطابته، ورياسة جمعيّة الشّبان المسلمين، واستطاع القسّام في حيفا تكوين جماعة سرّيّة عُرفت باسم العُصبة.
التنظيم العسكري للقسّام :
نظّم القسّام مجموعاته العسكرية-الّتي كان يقدّر عدد أفرادها بـ (800) مقاتل في حلقات سرّيّة، لتضمّ كلّ وحدة (9) مقاتلين، ومن ثمّ قاد القسّام ورفاقه عملياتهم المسلّحة.
الهدف من العمل العسكري :
· أن تكون نوعًا من التدريب العملي على أعمال أكبر.
· كسر حاجز الخوف لدى أفراد الجماعة.
· تنبيه النّاس إلى الأسلوب النّاجح في طرد الأعداء وصرفهم عن الأساليب التّفاوضيّة الّتي انخرط فيها السّياسيّون.
· لفت أنظار الشّعب إلى عناصر الشّجاعة والفداء الكامنة في نفوس النّاس.
· بعث الأمل في نفوس المواطنين؛ بأنّ في البلاد من يدفع عنهم أذى المعتدين.
ثورة القسّام :
لاقت ثورة القسّام حين قيامها تأييداً واحتراماً من الشّعب بلغ الحدّ الأقصى، لقد كان الشّيخ القسّام يعي أهميّة دوره ومدى تأثير عمله-رغم محدوديّة إمكاناته-، إذ يذكر عربي بدوي-أحد رفاق القسّام-: "كنّا قد سألنا الشّيخ عن أهميّة جهادنا وخروجنا، فقال: "سنكون يا إخوان عود الثّقاب الّذي يشعل النّار في جبل الحطب" وهو يقصد الأمّة العربيّة الإسلاميّة.
استشهاد الشّيخ رحمه الله :
وفي عام 1935م شدّدت السّلطات البريطانية الرّقابة على تحرّكات القسّام في حيفا، فقرر الانتقال إلى الرّيف حيث يعرفه أهله منذ أن كان مأذوناً شرعياً وخطيباً يجوب القرى ويحرّض ضدّ الانتداب البريطاني، فأقام في قضاء جنين ليبدأ عمليّاته المسلحة من هناك، إلّا أنّ القوات البريطانيّة كشفت أمر القسّام، فتحصّن هو وبعض أتباعه بقرية الشّيخ زيد، فلحقت القوّات البريطانية بهم وطوّقتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة، وطالبتهم بالاستسلام، لكنّه رفض واشتبك مع تلك القوّات، وقتل منها خمسة عشر جندياًّ، ودارت معركة غير متكافئة بين الطّرفين لمدّة ستّ ساعات، وانتهت المعركة بمقتل القسّام وثلاثة من رفاقه، وجُرح وأُسر آخرون، وكان ذلك في يوم 19 /11/ 1935م.
أثر حركة القسّام:
كان لمقتل القسَّام الأثر الأكبر في اندلاع الثّورة الفلسطينيّة الكبرى عام 1936م، وحمل الرّاية بعد القسّام: الشّيخ المجاهد فرحان السّعدي، الّذي ما لبث أن أُعدم وهو في الثّمانين من عمره، ثمّ تسلّم الرّاية من بعدهم المجاهد عبد القادر الحسيني، والّذي قاد حركة (جيش الجهاد المقدّس) في فلسطين ضدّ احتلال الإنجليز واليهود، بدءاً من عام 1936م حتّى لقي ربّه في عام 1948م، كما تأثّر به الشّيخ المجاهد أحمد ياسين، الّذي أنشأ حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس)، ويُنسب للقسّام (كتائب عزّ الدّين القسّام) الجناح العسكري لحركة حماس، الّتي يؤرّق اسمها ليل العدوّالصّهيوني.