الشّيخ بكري العطّار

  • طباعة
  • 2024-12-07 00:21:43
  • عدد المشاهدات: 7537

الشّيخ بكري العطّار

1251هـ -1320هـ = 1834م -1902م

علّامة الشّام

الاسم والولادة:

أبو بكر بكري بن حامد بن أحمد بن عبيد الشّهير بالعطّار، الدّمشقيّ، الشّافعيّ، ولد سنة 1251هـ لأسرة نجيبة أخرجت لأهل الشّام غير واحد من العلماء، فأبوه وجدّه من كبار علماء عصرهما.

مسيرته العلميّة:

حفظ الأربعين النّوويّة والعجلونية تلقّياً من أبيه، كما حفظ القرآن الكريم وجوّده على الشّيخ أحمد الحلواني، ولمّا بلغ اثنتي عشرة سنة توفّي والده وهما قافلان من الحجّ على الطّريق، وبعد وفاة أبيه طلب العلم، وحفظ متون الفنون مع حداثة سنّه بهمّة عظيمة، ولزم علماء عصره-وأكثرهم من تلامذة أبيه-فأخذ منهم أوّلاً مبادئ العلوم، ثم تضلّع في العلوم أيّما تضلّع، فقد كان في علم النّحو لا يشق له غبار، يلقي أكثر كتب النّحو عن ظهر قلب، وفي علم الحديث كان يعدّ من كبار المحدّثين، وفي علم التوحيد والفقه وغير ذلك من العلوم كان آية في العلم.

شيوخه:

  1. أخذ القرآن الكريم عن الشّيخ أحمد الحلواني.

  2. أخذ التّفسير ورواية الحديث عن ابن أخيه الشّيخ سليم العطّار (وكان أكبر منه).

  3. وأخذ النّحو والصّرف عن الشّيخ عبد الرّحمن بيازيد.

  4. وأخذ المنطق وعلم الكلام عن الشّيخ أبي بكر الكردي.

  5. وتفقّه بالشّيخ أحمد المنيِّر الحسيني شيخ الشّافعيّة.

  6. وأخذ علوماً شتّى عن آخرين: كالشيخ حسن الشّطّي، والشّيخ محيي الدين العاني، والشّيخ محمد الجوخدار والشيخ عمر الغزّي العامري وغيرهم كثير.

تلامذته:

تلامذته كثيرون جداً حتّى قيل إنّه شيخ الشّام بحقّ؛ لأنّ طالب العلم في الشّام إذا لم يكن تلميذه مباشرة فهو من تلامذة تلاميذه.

دروسه:

أقرأ الشّيخ التّفسير والحديث في الجامع الأموي، وبعد وفاة ابن أخيه الشّيخ سليم العطّار سنة 1307هـ تولّى تدريس صحيح البخاريّ في جامع التّكية السّليمانيّة في شهري رجب وشعبان كلّ خميس، وكان لهذا الدّرس شأن عظيم يجتمع عليه علماء دمشق وأعيانها وتجّارها، ولم يكتف الشّيخ بهذه الدّروس فقد كان بيته مفتوحاً من الصّباح حتّى المساء للسّامعين والمستفيدين، فقد كانت داره أشبه ما تكون بمدرسةينهل منها طلّاب العلم.   

منهجه في شرح صحيح البخاريّ:

لقد كان منهجه في شرحه لصحيح البخاريّ منهجاً علميّاً دقيقاً:

  1. فكان يتلو الحديث بسنده.

  2. ثم يبيّن نوعه.

  3. ويذكر وجه مطابقته للتّرجمة.

  4. ويذكر ما قاله الشّراح ثمّ ينقل اختلافهم، ويبيّن الراجح منه.

  5. ويوفّي الحديث حقّه من الوجهة العربيّة.

  6. ثمّ يتوسّع بموضعه من فقه أو توحيد أو غير ذلك.

  7. ثمّ يستطرد للمواعظ المشتملة على التّرغيب والتّرهيب، وكلّ ذلك عن ظهر قلب.

أخلاقه وصفاته:

كان الشّيخ أبيض مشرّباً بحمرة، يتلألأ نوراً وهيبةً ووقاراً، واسع الجبهة، أسود العينين الواسعتين، كثّ اللّحية، مملوء الجسم، ليس فيه هزال ولا سمنة، أقرب إلى القصر منه إلى الطّول، يحرص على جبر الخواطر، يصل الأرحام، ويكرم الجار، ويقري الضّيف، سليم الصّدر، وكان رطب اللّسان بذكر الله تعالى.

ممّا قيل في مدحه:

مدحه الشّيخ الشّنقيطي بقصيدة منها:

بـكْـرُ الـزَّمـان فـلا ثـانِ يـماثِـلُـه                حـبْـر وآبـاؤه مـن قـبْـلُ أحـبـارُ

من عِلْمه غَرِقت مصر إلى عَدَنٍ               وسال منه بأقصى الغَرْبِ أنهارُ

مناقب الشّيخ نظمي لا يحيط بها               لو كان ينجدني الأعشى ومِهْيارُ

وفاته:

توفّي الشّيخ رحمه الله تعالى في 5 شوال سنة 1320هـ ودفن في مقبرة الدحداح.

(من كتاب علماء دمشق وأعيانها)