هل نُعْذَرُ في ترك صلاة الجمعة في ظل القصف والحصار؟ وهل تسقط الجماعة فيها بهذه الأعذار؟
الإجابة:
صلاة الجمعة شعيرة مِنْ أعظم شعائر هذا الدين، وتركها من غير عذرٍ فيه وعيد شديد، وعذاب أليم، فقد روى مسلم في صحيحه (1438) أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَأَبَا هُرَيْرَةَ سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ، عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ "
لكنها باتفاق العلماء تسقط بالخوف على النفس أو المال أو العرض، فتسقط في مسألتنا هذه حال القصف، أو في أماكن انتشار القناصة، ويصلِّي الناس في بيوتهم الظهر بدلاً منها، أو في أماكن اجتماعهم فرادى أو جماعة على حسب أحوالهم، وعلى حسب ما يتيسر لهم، فإن الحفاظ على النفس والمال والعرض من الكليات الخمس الواجبة في الدين، فلا يجوز تعريضها للخطر والتهلكة، وقد قال ربنا تبارك وتعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (البقرة: 195).