أتردَّدُ في أخْذ قراراتٍ مهمّةٍ في حياتي، في عدة أمور، فماذا تنصحني؟
الإجابة:
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما خاب من استخار ولا ندم من استشار" (رواه الطبراني في المعجم الصغير:(78)).
فالمؤمن في كلِّ أمْرٍ صغيرٍ أو كبيرٍ يريد أنْ يُقْدِمَ عليه فلْيسلُكْ هذين الأمرين معاً: الاستشارة والاستخارة.
أما الاستشارة: فبأن تأخذ رأيَ مَنْ تثق بدينه وعلمه وعقله ومحبته لك، فتعرض عليه الأمر وتستشيره فيه فلن يَغْبِنَك إن شاء الله، وفي استشارة الآخرين خيرٌ وبركةٌ وسَعَةُ أفقٍ، فإنك تضُمُّ إلى عقلك وفكرك عقلاً وفكراً آخر، يدلُّك على مواطن الخير، ويحذرك من مواطن الشر.
وأما الاستخارة: فقد علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إذا هَمَّ أحدُكم بالأمر فلْيركعْ ركعتين مِنْ غير الفريضة، ثم لْيقلْ: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك مِنْ فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علَّامُ الغيوب، اللهم إنْ كنتَ تعلم أنَّ هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإنْ كنتَ تعلم أنَّ هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به، قال: ويسمي حاجته"(رواه البخاري في صحيحه: (1102))
فإذا ما انشرح صدرك وتيسَّر أمرك للعمل الذي تريد أن تقوم به فإنها إشارةٌ من المولى سبحانه وتعالى لك بأنْ تمضيَ فيه وتعزم الأمر عليه، وإذا ما انقبض صدرك وتعسَّر الأمر الذي أنت فيه فإنها إشارة ربانية ألَّا تمضي فيه ولا تعمل بمقتضاه.
وكم هي نعمةٌ إلهيةٌ دلَّنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نستشعر أنَّ الله معنا في كلِّ أمورنا، يتولّانا ويرعانا ويدلُّنا على ما فيه صلاحنا، فالخير والسعادة والرضا في كلِّ ما كتبه الله واختاره لنا، وهو حسبنا في كلِّ أمورنا.
وفي حديث رواه البيهقي في شعب الإيمان أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مِنْ سعادة ابن آدم استخارتُه الله ورضاه بما قضى الله عليه، ومِنْ شقاوة ابن آدم تركُه استخارةَ الله، وسخطُه بما قضى اللهُ عز وجل"