قاضي القضاة أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري عاش بين: (113و 182 هـ) إمام فقيه، من كبار تلاميذ الإمام أبي حنيفة ومن كبار مقرريه، كان يقف من الولاة موقفاً صلباً لا يخاف في الله لومة لائم وقد قال لهارون الرشيد:
أَقِمِ الْحَقَّ فِيمَا وَلاكَ اللَّهُ وَقَلَّدَكَ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ، فَإِنَّ أَسْعَدَ الرُّعَاةِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَاعٍ سَعِدَتْ بِهِ رَعِيَّتُهُ , وَلا تَزِغْ فَتَزِيغَ رَعِيَّتُكَ وَإِيَّاكَ وَالأَمْرَ بِالْهَوَى وَالأَخْذَ بِالْغَضَبِ.
واحْذَرْ أَنْ تُضَيِّعَ رَعِيَّتَكَ فَيَسْتَوْفِي رَبُّهَا حَقَّهَا مِنْكَ وَيُضَيِّعُكَ بِمَا أَضَعْتَ أَجْرَكَ , وَإِنَّمَا يُدْعَمُ الْبُنْيَانُ قَبْلَ أَنْ يَنْهَدِمَ ، وَإِنَّمَا لَكَ مِنْ عَمَلِكَ مَا عَمِلْتَ فِيمَنْ وَلاكَ اللَّهُ أَمْرَهُ , وَعَلَيْكَ مَا ضَيَّعْتَ مِنْهُ ، فَلا تَنْسَ الْقِيَامَ بِأَمْرِ مَنْ وَلاكَ اللَّهُ أَمْرَهُ فَلَسْتَ تُنْسَى ، وَلا تَغْفَلْ عَنْهُمْ وَعَمَّا يُصْلِحُهُمْ فَلَيْسَ يُغْفَلُ عَنْكَ.
فَلا تُضَيِّعَنَّ مَا قَلَّدَكَ اللَّهُ مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَالرَّعِيَّةِ .. وجَوْرُ الرَّاعِي هَلاكٌ لِلرَّعِيَّةِ ، وَاسْتِعَانَتُهُ بِغَيْرِ أَهْلِ الثِّقَةِ وَالْخَيْرِ هَلاكٌ لِلْعَامَّةِ.