ماحكم ترك صلاة الجمعة في تركيا، خاصة وأنها باللغة التركية ولا أفهم منها شيئاً؟
الإجابة:
لا يجوز ترك صلاة الجمعة بحال.. إلا لأصحاب الأعذار المنصوص عليهم في كتب الفقه..
وليس مِنْ أصحاب الأعذار مَنْ لا يفْقَه خطبةَ الجمعة...
وقد ورد الترهيب والتحذير الشديد مِنْ رسول اله صبى الله عليه وسلم مِنْ ترك الجمعة.. روى ابن ماجه في سننه (1116) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ، طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ" وروى البيهقي في شعب الإيمان (2753) عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلَمْ يَأْتِهَا، ثُمَّ سَمِعَهُ فَلَمْ يَأْتِهَا، ثُمَّ سَمِعَهُ فَلَمْ يَأْتِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ، وَجَعَلَ قَلْبَهُ قَلْبَ مُنَافِقٍ"
وقد جعل الإسلام صلاة الجمعة شعيرةً مِنْ شعائره لا يجوز إهمالها ولا تركها ولا التهاون بها، قال ربُّنا تبارك وتعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)}(سورة الحج)..
ولِعِظَمِ مكانتها عند ربنا عز وجل أُنْزِلَتْ سورةٌ كاملة في القرآن الكريم تسمَّى سورة الجمعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)} (سورة الجمعة)..
ولذلك لا يجوز تركها ولو لم نفهم منها شيئاً..
وأمرٌ آخر .. ألا يستفتح خطيبُ الجمعة خطبته بآية قرآنية عربية نفهمها، وحديث شريف عربيٍّ نفقهه، ويكفينا ذلك توجيهاً مِنَ اللهِ ورسولِه نتأمَّلُه ونتفكَّرُ به، ونعمَلُ بما جاء بمضمونه..
وعليك أن تعلم كذلك أنه ليس المقصود فقط من خطبة الجمعة سماع الخطبة أو حتى فهمها، بدليل أن الفقهاء نصوا على أن من لم يسمع الخطبة يشتغل بذكر وورد ونحوه، فالمقصود الأعظم من تشريع صلاة الجمعة هو اجتماع المسلمين والتقاؤهم بعضهم ببعض، يتفقدون أحوالهم، ويتناقلون أخبارهم، إن كان فيهم مريض عادوه، أو كان فيهم ذو حاجة سعوا له في قضائها، وهكذا فتأتلف قلوبهم، وتلتئم كلمتهم.. فهذا هو السر الخفي والحكمة العجيبة من فرضية صلاة الجمعة..
نسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.