فتاوى متفرقة

المكره على تعذيب الأبرياء.

هل يجوز للجندي المــُكْرَه تعذيبُ غيرِه من الأبرياء، علماً أنه إن لم يفعل سيُعَذَّبُ، وربما يُقْتَل؟



الإجابة:
لا يجوز للمسلم أن يعذِّبَ غيره من الأبرياء، وإن كان مكرهاً ولو تسبَّبَ ذلك في تعذيبه، فكلا النفسين- البريء والمعَذِّب- معصومتان، وليست نَفْسُ البريء بأقلَّ شأناً مِنْ نفس المأمور بالتعذيب، وقد ورد الوعيد الشديد لمن تسبب في إيذاء هرة بمنعها عن الطعام والشراب وليس بضربها، فما بالك بمن عذَّب إنساناً، روى البخاري في صحيحه(3091) عن رسول الله أنه قال: "عُذِّبَتِ امرأة في هرة أوثقتها، فلم تُطْعِمْها ولم تُسْقِها، ولم تَدَعْها تأكُلْ مِنْ خشاش الأرض" وهذا في حيوانٍ فما بالكم بالإنسان، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم ذكر صنفين مِنْ أهل النار لم يرهما فقال: "صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا" (رواه مسلم في صحيحه: (3978)).