الشّيخ محبّ الدّين الخطيب
الشّيخ محبّ الدّين الخطيب
(1304ـ 1389هـ =1886 ـ 1969م)
الاسم والولادة:
هو محبّ الدّين بن أبي الفتح بن عبد القادر بن صالح بن عبد الرّحيم بن محمد الخطيب، أصل أسرته من بغداد من ذرّيّة الشّيخ عبد القادر الجيلاني.
ولد العلّامة محبّ الدّين الخطيب في حي القيمريّة بدمشق في الشّهر السّابع من سنة 1303 هـ / 1886م.
أسرته:
نشأ الشّيخ محبّ الدّين في أسرة ذات دين وخلق وعلم، فقد كانت أمّه صالحة ذات فضل، توفيت -رحمها الله-وهي راجعة من فريضة الحج، وكان محبّ الدّين صغيراً في حجرها ساعة موتها، واعتنى فيه والده عناية خاصة ليعوّضه حنان الأم، ولقد كان والده الشّيخ أبو الفتح الخطيب من رجالات دمشق، وكان أمين دار الكتب الظّاهرية، تولّى التّدريس والوعظ في الجامع الأموي، وله عدّة مصنّفات.
نشأته العلميّة:
-
ألحقه والده وهو في السّابعة من عمره بمدرسة التّرقي النموذجيّة، وحصل منها على شهادة إتمام المرحلة الابتدائيّة بدرجة جيد جداً، ثمّ التحق بمكتب عنبر.
-
ثمّ بعدها التحق بمدرسة ثانوية تدرّس العلوم باللّغة التّركية.
-
ثمّ التحق بكليّة تجمع بين الحقوق والآداب معاً.
-
وقد مدّ له يد العون في تحصيله العلمي، شيخه الكبير العلاّمة طاهر الجزائري، الّذي عهد إليه بنسخ كثير من المخطوطات.
نشاطه وأعماله:
كان الشّيخ محبّ الدين متعاوناً مع كلّ العاملين للإسلام، وكان كخليّة النّحل في نشاطه.
1- سافر إلى اليمن للعمل كمترجم في القنصليّة التّركية بمدينة «الحديدة»، وقد سعى فترة بقائه هناك إلى إنشاء مدرسة كانت هي المدرسة الوحيدة، وكان يتولّى تدريس معظم العلوم فيها.
2- عمل في جريدة «المؤيد» فذاع صيته وانتشرت مقالاته وترجماته.
3- أسّس دار المكتبة السّلفية ومطبعتها.
4- أصدر مجلة (الفتح) وجعلها منبراً للدّفاع عن الإسلام والمسلمين.
5- أصدر مجلة الزّهراء.
6- أصدر بالتعاون مع حسن البنا وطنطاوي جوهري مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعيّة سنة 1933م.
7- عُيّن رئيساً لتحرير مجلة «الأزهر» بناء على ترشيح شيخ الأزهر العلاّمة الإمام محمد الخضر حسين.
8- شارك مع ثلّة من العلماء والدّعاة في إنشاء «جمعيّة الشّبان المسلمين».
مؤلفاته وآثاره:
لقد أسهم الشّيخ محبّ الدين الخطيب وأثرى المكتبة الإسلاميّة بمؤلّفات وتحقيقات
وتعليقات قيِّمة، ومن مؤلّفاته:
1- كتاب (الخطوط العريضة) الذّي بيّن فيه حقيقة الشّيعة من كتبهم.
2- كتاب (الرّعيل الأوّل)
3- وممّا ترجمه كتاب (الغارة على العالم الإسلامي) للكاتب الفرنسي لوشاتليه.
موقفه من الدّولة العثمانية:
قام بتأسيس عدّة جمعيات مناهضة لسياسة التّتريك الطّورانيّة؛ كان هدفها المطالبة بحقوق العرب ضمن الدّولة العثمانيّة، وفي ذلك يقول الشّيخ محبّ الدّين الخطيب: "إني أقرّ بكلّ صدق أنا وجميع من استعنت بهم وتعاونت معهم من رجال العرب وشبّانهم لم يخطر ببالنا الانفصال عن الدّولة العثمانيّة".
وفاته:
بعد ثلاث وثمانين سنة قضاها في البحث، والتّحرير، والتأليف، ضد المستشرقين، والمبشّرين، والشّيعة، وأعداء الإسلام، توفّي رحمه الله تعالى يوم 22 شوال سنة 1389 هـ، الموافق لـ 31 ديسمبر من عام 1969م، بمستشفى الكاتب بالدّقّي في مصر بعد إجراء عمليَّة جراحيَّة، وبعد أن أمضى حياة مليئة بالعمل والنَّشاط.