الشّيخ عبد الرّؤوف أبو طوق

  • طباعة
  • 2024-12-07 00:51:21
  • عدد المشاهدات: 6722

الشّيخ عبد الرّؤوف أبو طوق

الخطيّب المفوّه، صوت الإسلام الدّاوي

1332هـ -1418هـ = 1914م -1998م

الاسم والولادة:

الشّيخ عبد الرؤوف بن محمّد بن رسلان أبو طوق ولد عام 1332هـ أو 1330هـ، في منطقة الكسوة في دمشق، لأبوين كريمين، وأصل عائلته من مدينة حماة، ويعود أصولها إلى الشّيخ أحمد الرّفاعي الحسيني.

نشأته العلميّة ومشايخه:

تلقى الشّيخ عبد الرؤوف العلم الشّرعي في مدينة الكسوة بجامعها الكبير على يد الشّيخ المربّي الشّيخ محمّد الغنيمي الميداني حيث كان يقطن مع والده الشّيخ محمّد في الكسوة مع والدته الصّالحة الّتي كانت من أهالي الكسوة.

ثم لازم الشيخ عليّ الدّقر وأخذ عنه العلوم الكثيرة، وأخذ العلوم أيضاً عن الشيخ بدر الدّين الحسني، ويقول الشّيخ عبد الرؤوف: لا زلت أذكر الشّيخ بدر الدين في جامع حرّان العواميد وهو ينظر إليّ مبتسماً وأنا أرقى المنبر لأوّل مرّة، وأشعر بإمداده الرّوحي والقلبي إلى هذه السّاعة.

أعماله:

لقد ملأ طلب العلم حياة الشّيخ عبد الرؤوف أبو طوق نصف عمره المبارك، وأخذت الدّعوة إلى الله تعالى والعمل السّياسيّ نصفه الآخر.

  • درَّسَ سنين عدّة في مدارس الجمعيّة الغرّاء، وتخرج على يديه عدد من الأجيال، إضافة إلى دروسه العامّة والخاصّة في المساجد.

  • اختير أميناً للسّر برابطة العلماء الّتي اشترك في تأسيسها.

  • انتخب رئيساً لجمعيّة أرباب الشّعائر الدّينيّة.

  • تولّى الخطابة أكثر من خمسين سنة، فقد قام بالخطابة في جامع الصحابة ثمّ في

جامع باب المصلّى ثمّ جامع تنكز ثمّ جامع الثّريا إلى عام 1966م وتوقّف عن الخطابة بسبب سفره ثمّ عاد إلى الخطابة منتصف الثّمانينات في مسجد سيّدنا عليّ بن أبي طالب ثمّ في جامع الأكرم في منطقة المزّة في دمشق.

  • سعى لخدمة الإسلام عن طريق العمل السّياسي؛ فشارك في البرلمان السّوري، وانتخب نائباً عن الغوطتين منذ عام 1954م وكذلك عضواً في مجلس الأمّة أيّام الوحدة بين سوريّا ومصر.

  • وبعد تقدّمه في السّنِّ كان الشّيخ لا ينقطع عن المشاركة في تشجيع طلبة العلم.

أخلاقه وصفاته:

عُرف الشّيخ بمحبّته للجميع وخدمته للنّاس، وإيثاره لضيفه، وتعاونه مع سائر العاملين في حقل الدّعوة الإسلاميّة، فقد كان يدعو إلى وحدة الأمّة ويكره الفرقة والخصام، ولقد كان رحمه الله عالماً عاملاً، غيوراً شجاعاً، مخلصاً صادقاً، متواضعاً عزيزاً، مربّياً فاضلاً، يألف ويؤلف، يحبّ طلّابه ويدفعهم إلى العمل والإقدام، حسن السّمت، دائم الرضا، يسعى في حوائج الناس ومصالح المسلمين، دائم البشر، باسم الثّغر، لا يغضب إلّا لله عزّ وجلّ.

ممّا أكرمه الله تعالى به:

كان الشّيخ رحمه الله تعالى يكثر من الصّلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولقد ذكر قصّة ليدلّ الحاضرين على فضل الصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: كنت أصلّي على النّبي صلّى الله عليه وسلّم بالصّيغة التّالية: اللهمّ صلّ على عبدك ونبيّك ورسولك النّبيّ الأمّيّ وعلى آله وصحبه وسلّم، وبعد فترة من الزّمن قلت في نفسي: لو أنّي أضفت إلى هذه الصّيغة (وحبيبك) فصرت أقولها: اللّهم صلّ على عبدك ونبيّك ورسولك وحبيبك النّبيّ الأمّيّ وعلى آله وصحبه وسلّم، وبعد ثلاثة أيام ودون أن أخبر أحداً جاءني (فلان) أحد أصحاب المصانع النّسيجيّة في حلب، وقال لي: لقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في النّوم، فقلت له: يا رسول الله، علّمني صيغة أصلّي بها عليك؟ فقال: اذهب إلى الشّيخ عبد الرّؤوف وقل له يعلّمك.

زهده:

بقي المال طيلة حياة الشّيخ في يده لا في قلبه، سُئل مرّة هل مدَّ الشّيخ عبد الرؤوف يده يوماً لأحد، أو قبل أعطيات أحد؟ فقال -متحدّثاً بنعمة الله تعالى-: على العكس تماماً، فقد كان كثير من أصحاب الأعمال والتّجارات ينتفعون منّي في بعض صفقاتهم، ولم يعوزني الله لأحد من خلقه، حتّى أولادي الّذين فتح الله عليهم خيراً وافراً، ما احتجتُ يوماً أن أمدَّ لهم يدي بالأخذ أو مجرّد الطّلب، بل لم تعرف يداي إلّا الدّفع والعطاء للجميع.

وفاته:

في آخر عمره كان إذا سأله أحد عن حاله؟ يقول: (إيش ما يريد الله نحن حاضرين). وفي مسجد الشّيخ أرسلان الدّمشقي، في يوم الجمعة الأغر 16/شوال/1418هـ. الموافق لـ 13/3/1998م وبعد أن أكمل الخطيب الخطبة، وهتف المؤذن للصّلاة: الله أكبر، قال الشّيخ عبد الرؤوف: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أن محمّداً رسول الله. ثمّ لحق رحمه الله بالرّفيق الأعلى، وصُلِّيَ عليه في اليوم التّالي بعد صلاة العصر، ودفن في مقبرة البوابة بالميدان رحمه الله تعالى.