الشّيخ طاهر الجزائري
الشّيخ طاهر الجزائري
1268-1338هـ = 1852-1920م
عَلمُ النّهضة العربيّة الحديثة
ولادته:
ولد الشّيخ طاهر في دمشق في ليلة الأربعاء الموافقة للعشرين من شهر ربيع الثّاني سنة (1268هـ / 1852 م)
نسبه:
هو الشّيخ طاهر بن صالح بن أحمد حسين بن موسى بن أبي القاسم السّمعوني الوغليسي الجزائري الدّمشقي الحسَني حيث ينتهي نسب أسرته بالحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
نشأته العلمية وشيوخه:
نشأ الشّيخ طاهر في حجر والده الشّيخ صالح الجزائري، وأخذ على يديه مبادئ علوم الشّريعة واللّغة العربية، ثمّ دخل مدرسة (الجمقمقية) وتخرّج بالأستاذ الشّيخ عبد الرّحمن البوسنوي، الذّي تعلّم على يديه اللّغة العربية، والفارسيّة والتّركيّة، وتوسَّع في دراسة العلوم الشّرعيّة.
ثم اتصل بعد تخرّجه من هذه المدرسة بعالم عصره الشّيخ عبد الغني الغنيمي الميداني، الّذي كان له أكبر الأثر وأعمقه في تكوينه العلمي والتّوجيهي.
تكوينه العلمي:
في الوقت الّذي كان فيه الشّيخ طاهر يتردّد على الشّيخ الميداني، ويتعمّق في دراسة علوم الشّريعة الإسلامية واللغة العربيّة، كان يتردّد على مدرسة حكوميّة ثانوية، يتعرّف فيها على العلوم الطّبيعيّة والكونيّة، وعكف أيضاً على دراسة اللّغات، فأتقن منها اللّغة التّركية والفرنسيّة والفارسيّة والسّريانية والعبريّة والحبشيّة والبربريّة.
وتعلّم كثيراً من الخطوط القديمة كالكوفي والمشجَّر والعبراني، ليتمكّن من دراسة الآثار وقراءة المخطوطات القديمة.
طلّابه:
من طلابه: الأستاذ رفيق العظم، والأستاذ محمّد كرد علي، والأستاذ محبّ الدّين الخطيب والأستاذ محمّد سعيد الباني، وغيرهم كثير.
صفاته وأخلاقه:
-كان الشّيخ طاهر حسن الطّلعة، معتدل القامة والجسم، حنطي اللّون، واسع الجبهة، أسود الشّعر والعينين، ذا لحية كثيفة.
-كان الشّيخ صلباً في عقيدته، معتصماً بدينه، متمسّكاً بأحكامه، لا يسمح لأحد من جلسائه بالطّعن في أحد من النّاس.
-كان الشّيخ طاهر لا يترك مزاولة العلم، فوقته كلّه كان بين قراءة وتنقيح وتنقيب وتأليف.
-كان الشّيخ طاهر لا يعرف الرّفاهية والنّعيم، ولا يبالي بطيب المطعم ولين المضجع وفاخر الثّياب.
-كان الشّيخ طلق الوجه، أنيساً إذا ما التقى بالنّاس، لطيفاً في معاملة تلاميذه، يتدفّق العلم على لسانه بيسر وسهولة، وكان شديد الذّكاء، دامغ الحجّة، فصيح اللّسان، قويّ الذّاكرة، واسع الاطلاع كأنّه وعى علوم الأوّليين والمعاصرين، حياته العلمية وتأثيره
-بدأ الشّيخ طاهر حياته العلميّة معلّماً في المدرسة الظّاهرية الابتدائيّة وهو في السّادسة والعشرين من عمره.
- ساهم مع عدد من العلماء في تأسيس الجمعيّة الخيريّة الإسلاميّة الّتي كان لهافضل في نشر المدراس في دمشق
-عيّن الشيخ طاهر مفتشاً عاماً على المدارس الابتدائيّة في سوريّة.
-قام الشّيخ في هذه الفترة بتأليف عدد من كتب منهاج الصّفوف الابتدائيّة في العلوم الدّينيّة والعربيّة والرّياضيّة والطّبيعيّة ووضع برامج لها.
-قام الشيخ طاهر بتأسيس دور عامة للكتب في مختلف البلاد، منها دار الكتب الوطنيّة الظّاهرية بدمشق، ومنها المكتبة الخالديّة في القدس.
-قام الشيخ بعدد من رحلات العلم إلى كثير من الدّول، وكان القصد منها أن يجمع ما استطاع من كتب ومخطوطات.
-تولى الشّيخ في سنة 1316هـ / 1898م وظيفة مفتش دور الكتب العامة.
- في سنة 1325هـ / 1907م سافر الشّيخ إلى القاهرة بعد أن توترت علاقاته بالدّولة العثمانيّة في الشّام وبقي في مصر حتّى سنة 1918م.
-في عام 1919م عاد إلى دمشق واستقبله النّاس أحسن استقبال، وعيّن مديراً لدار الكتب الوطنيّة الظّاهرية، كما أنه صار عضواً من أعضاء المجمع العربي.
مؤلّفاته:
أكثر الشّيخ من تأليف الكتب، ولم ينقطع عن التّأليف والكتابة منذ أن كان في سنّ الطّلب حتّى وافاه الأجل.
ومن مؤلفاته:
-
الجواهر الكلاميّة في العقائد الإسلاميّة.
-
منية الأذكياء في قصص الأنبياء.
-
مدخل الطّلاب إلى فنّ الحساب.
-
التّفسير الكبير (أربعة مجلّدات، محفوظ في المكتبة الظاهرية، غير مطبوع)